حتى يتمتع أي إنسان بالصحة النفسية فيجب أولاً أن تتوفر له المعرفة التامة بالعوامل المختلفة التي تؤثر على الصحة النفسية وتلك التي تجعل من تصرف الإنسان بطريقة سلبية، ومن تلك العوامل ” القلق- الاكتئاب- المخاوف .. ). والهدف من تلك المعرفة هو رصد تلك الآلام ومعرفة الأسباب التي تساعد في حلها بطريقة مناسبة ومنطقية. على سبيل المثال يوجد العديد من النساء في مجتمعنا يغلب عليهن جانب المعاناة على السعادة في حياتهن، أنهن يتمتعن بالقدرة على تحقيق التوازن والانسجام مع أنفسهم ومع العالم و البيئة المحيطة بهن. بينما يوجد منهن من لا يستطيع تحقيق ذلك التوازن مما يتطلب الحاجة لوجود مساعدة لكن إلى من يمكن اللجوء لطلب المساعدة؟ يتضح ذلك بالتدريج كما يحدث في مجتمعنا على النحو التالي: الغالبية العظمى ممن يعانون ويشكو أمورهم في بدية الأمر للأصدقاء أو الأقارب ممن هم موضع ثقة وهذا ليس بالأمر الغريب، ويكون الهدف عادة طلباً للمساعدة من هذا الطرف سواء بالتوجيه أو النصح. كما أنه من المعروف أن الكثير من المعاناة النفسية للبشر تقل بدرجه كافيه من القناعة في حل المشكلة أو إنها المعاناة، لذا قد يلجأ الإنسان لطريقة أخرى ” كالعلاج الشعبي ” على سبيل المثال. نلاحظ كثيراً لجوء البعض لذلك النوع من العلاج ” الشعبي ” عندما يعاني البعض من أي أعراض لا يستطيع تفسيرها مع أنها قد تكون أعراض لأمراض نفسية معروفة، وهي أمور يفشل الكثير من الناس في تفسيرها بشكل واضح وسليم وخاصة إذا اتخذت تلك الأعراض شكلاً جسدياً فشل في الاستجابة للعلاج الدوائي علماً أنه بصفة عامة فإن ما يسمى ” العلاج الشعبي” يستند إلى قدر كبير من الخرافات و الشعوذة وقد يشكل خطراً على حياة البعض نتيجة الممارسات الخاطئة التي تمارس تحت تلك التسمية. أما في الوقت الحالي فإن نظرة المتجمع بدأت في التغير والانفتاح نحو العلاج النفسي وإلى العيادة النفسية ، وأصبح البعض يراجع الطبيب النفسي أو المعالج النفسي حيث أن هؤلاء هم أقدر الناس على معرفة ما يعاني منه المريض، كما أنهم يتمتعون بالقدرة على مناقشة أفكار المريض وانفعالاته واكتشاف مصدر أي اضطراب نفسي أو حتى عضوي ” كالصرع”، ومساعدة المرضى على التكيف مع متطلبات الحياة اليومية على أفضل وجه وفي حدود القدرات الشخصية للمريض. كما أن دور المعالج النفسي لا يقتصر على العلاج الفردي” أي شخص واحد” بل هناك أساليب فعالة أخرى في العلاج النفسي الجماعي كعلاج المشاكل الزوجية و العلاج الأسري. والغرض مما سبق توضيح أهمية دور المعالج النفسي في هذه الحياة، وحاجة كل إنسان إلى من يستمع إليه ويقدم له المشورة ويساعده على التخفيف من آلامه ومساعدته على الوصول إلى الحلول المنطقية عن طريق ما يسمى بالعلاج المعرفي السلوكي وهي إحدى فنيات العلاج النفسي. ولا يوجد مشكلة على الإطلاق في اللجوء إلى المعالج النفسي، حيت أن ذلك يعتبر أول خطوة في طريق السلوك، ومن حقنا جميعاً أن نسعى لنكون أكثر سعادة وارتياح مع أنفسنا ومع الآخرين.

أخصائية العلاج النفسي الإكلينيكي
هند الغصن
مركز علاج و إرشاد نفسي