المشكلات الزواجية و الصراعات الزوجية و كيفية علاجها

سنقوم في هذا المقال بتكملة المشكلات و الصراعات الزواجية المتبقية بإذن الله

1. الإدمان:

الإدمان على الكحول أو على المخدرات من المشاكل التي تهدد الاستقرار الزواجي بحيث يؤثر على تكيف الفرد و على أدائه المهني، و الهدف الأولي للعلاج هو توعية الفرد المدمن بالآثار المدمرة لسلوكه وحثه على العلاج.

2. مشكلات حول الأهل:

المشاكل مع الأهل تتضمن موضوعين أساسيين:

· القيم.

·التعرف على مسبب المشاكل.

معظم المشكلات مع الأهل تتعلق بعدم قدرة أحد الطرفين على ترتيب الأكثر قيمة في نظره، الأهل أو الزوج(ة). فليس هناك مشاكل في حالة ما إذا كان الزوج(ة) هو الأكثر قيمة في نظر الطرف الآخر من الأهل، و إذا تم تحديد سبب المشكلة، فالأم التي تغضب إذا أرادت أبنتها الخروج في نزهة مع زوجها و تركتها لوحدها في البيت، فالأم في هذه الحالة هي صاحبة المشكلة، و عليها أن تجد الحل بنفسها.

و كثيرة هي المشكلات المتعلقة بالأهل و التي تؤثر على الحياة الزوجية:

§   الاختلاف حول زيارة الأهل أحد الطرفين.

§   كره أهل الزوج(ة) للزوج(ة).

§   تدخل الأهل في حياتهما الزوجية.

§  المساعدة المالية التي يقدمها الأهل للزوجين. إذا كانت المساعدة التي يقدمها الأهل سببا في تدخلهم في حياة أبنائهم، فعلى الأبناء الاختيار بين الاستقلالية أو تدخل الأهل في حياتهم، كما عليهم التفرقة بين الهدايا و بين الديون.

§  كره أهل الزوج(ة) للطرف الآخر: المشكلة في هذه الحالة هي مشكلة بين الأهل.

§  الزوج(ة) يكره أهل طرف الآخر.

 

3.    مشكلات حول الأصدقاء:

قد تحدث مشكلات زوجية بسبب كره أحد الطرفين لأصدقاء الطرف الآخر. و في هذه الحالات يجب تحديد موضوع المشكلة بالضبط، فقد تقول الزوجة أنها تكره صديق زوجها، في الوقت الذي تعني فيه أنها مهتمة بكمية الوقت الذي يقضيه معه. فهناك خلط بين المدة و الشعور بالكره.

·الاختلاف حول الأصدقاء.

·البوح بالأسرار للأصدقاء: على الأزواج تحديد المواضيع التي تخصهم و المواضيع التي يمكنهم تناولها مع الآخرين و الاتفاق على ذلك.

 

4.مشكلات حول الدين:

الدين هو نظام من القيم الذي ينظم سلوك الأفراد، و تحدث الاختلافات إذا كان سلوك أحد الطرفين محدد بالقيم الدينية، بينما سلوك الطرف الآخر غير ذلك.

و قد تحدث المشكلات بسبب اختلاف الدين، في حالة الزواج المختلط و خاصة حول التربية الدينية للطفل. أو الاختلاف حول بعض السلوكات مثل استخدام موانع الحمل بسبب الاعتقادات الدينية لأحد الطرفين.

أن التسامح و احترام قيم الطرف الآخر، و البحث عن الحلول الوسطى و البدائل و استخدام التعزيز، هي من الوسائل التي تسمح باستمرار الحياة الزوجية دون مشاكل. أما إذا كانت أولوية أحد الطرفين الدين على حساب العلاقة الزوجية، ففي هذه الحالة لا يمكن استمرار العلاقة الزوجية.

 

5. مشكلات حول المال:

يرى كثير من الباحثين في العلاقات الزوجية أن المال من بين أكثر المشكلات الزوجية شيوعا. ذلك أن المال مرتبط بالشعور بالأمن و التحكم، فهو قوة كبيرة في الزواج.

· الدخل الضعيف:

كثيرات هن الزوجات اللاتي يشتكين من الدخل الضعيف للزوج، و عدم قدرته على الحصول على أموال كثيرة، مثل الجيران الذين يملكون كل وسائل الراحة، بينما تسكن هي في منزل صغير، و لا تستطيع توفير الأكل و اللباس الضروريين لأطفالهما. في هذه الحالة يمكن التفكير في كيفية ترتيب أولويات الأسرة، و تنظيم كيفية الإنفاق، كما تشجع الزوجة على العمل للمساعدة في رفع الدخل.

·مصدر المال:

يختلف الأزواج حول مصدر الدخل، فقد كون من عمل غير ذي قيمة اجتماعيا أو مرفوض دينيا، كالقمار، أو من طرف الأهل.

·  عمل المرأة:

اختلفت الدراسات حول تأثير عمل المرأة على الرضا الزواجي، فقد وجدت دراسة “بريجس و كوترال” Burgess&Cottrell 1939 ارتباطا موجبا بين عمل المرأة و التوافق الزواجي. بينما خلصت دراسة  “أبلبوم” Applebaum 1952 إلى أن عمل المرأة لم يكن عاملا ذا دلالة في نجاح العلاقة الزوجية. أما “أليكسون” Alexon 1963 فقد وجد أن الأزواج الذين تعمل زوجاتهم أقل توافقا في زواجهم من الأزواج الذين لا تعمل زوجاتهم. فعمل المرأة يعتبر مشكلة إذا اعتبره الزوجان كذلك. ففي الزيجات التي يقدر فيها الزوج الدور التقليدي للمرأة و تشاركه الزوجة في هذا الموقف فليس هناك مشكلة حول عمل المرأة.

بينما إذا كانت المرأة ترى نفسها أنها تستطيع القيام بالدورين، و زوجها يراها فقط في الدور المنزلي، ففي هذه الحالة تحدث المشكلات و الأحباطات و الصراعات. كذلك قد يريد الزوج أن تعمل زوجته، بينما هي تريد أن تمكث  في البيت. فعندما تختلف التوقعات حول قيم العمل تحدث المشاكل. كما يمكن استخدام تقنيات سلوكية خاصة، لزيادة تقبل الزوج لعمل زوجته مثل: الانطفاء، بحيث تنسحب الزوجة من أي نقاش سلبي خاص بعملها (طبعا بعد الاتفاق على قيمة العمل)

سلب الحساسية المنتظم، التدعيم الانتقائي، تعزيز السلوكات الإيجابية التي يقوم بها الزوج اتجاه عمل زوجته، النمذجة، بتشجيع الزوجين على الاختلاط بالأزواج الذين يتقبلون عمل زوجاتهم.

· الإنفاق:

يجب على كل طرف أن يحدد ثلاث قيم قبل العلاج السلوكي: – من ينفق؟ كم ينفق؟ و على ماذا ينفق؟

حيث يتفق الزوجان على من يقوم بالإنفاق على الأكل و الملابس. و في زيجات أخرى، يتفق الزوجان على إنفاق أحدهما على مجال معين، في حين ينفق الأخر على مجال آخر.

 

6.  مشكلات حول كيفية قضاء أوقات الفراغ و العطل:

قد يختلف الأزواج حول نوع النشاط الذي يقومون به في أوقات الفراغ كما قد يختلفون حول مقدار الوقت المخصص لنشاط ما. كما تحدث المشاكل بسبب الاختلاف حول كيفية قضاء العطلة من حيث النشاط و المكان. فمن الطبيعي أن تختلف الاهتمامات، فالسعادة الزوجية لا تشترط الاتفاق في جميع المجالات.

و الاعتقاد الخاطئ الذي يسبب الإحباط لصاحبه و للطرف الآخر هو: يجب أن يفكر ويشعر مثلي.

 

7.  الاختلاف حول الأطفال:

كثيرة هي المشاكل الزوجية بسبب الإحباط الذي يسببه الفشل في الأدوار الوالدية، و تتنوع المشكلات في هذا المجال، فقد يختلف الأزواج حول:

·   عدد الأطفال: فقد لا يريد الزوج أي طفل بينما تريد الزوجة بيتا يعج بالأطفال. كما قد يختلف الأزواج حول طريقة تنظيم النسل و المدة التي يستغرقها

·   تربية الأطفال: تحديد السلوكات التي يختلف الوالدان حول تعليمها للطفل.

·   الطريقة و الوقت: كما يختلف الوالدان حول وقت تأديب الطفل و الطريقة التي يؤدب بها.

·   الثواب و العقاب: فمن الضروري أن يكافأ الطفل على السلوك الملائم كما يعاقب أو يتجاهل سلوكه الغير مرغوب.

·    مقدار الوقت: كما يختلف الأزواج حول مقدار الوقت الذي يقضيه كل منهما مع الطفل. أو حوا النشاطات التي يقوم بها الطفل و خصوصا النشاطات التي قد تعرضه للخطر كلعب الدراجة.

·   التنافس على كسب حب الأطفال: قد يقوم الوالدان بالتقرب للطفل على حساب آخر بالسلوكيات التالية:

– التحدث بسلبية عن الطرف الآخر مع الطفل.

– عدم اعتبار احد الطرفين للتعليمات التي يعطيها أحدهما للطفل.

– احتكار أحد الزوجين للوقت مع الطفل. هذه السلوكات تؤدي إلى كره الطفل لكليهما.

و العلاج في هذه الحالة يركز على التعرف على العلاقة الزوجية، فإذا كانت الزوجة تحرض الطفل ضد أبيه، لأنه مدمن على الكحول، فالمشكلة هي مشكلة الإدمان، و ليس مشكلة تربية الطفل بالدرجة الأولى.

8.    مشكلات الأزواج مع الأطفال المعاقين:

تنشطر العديد من الزيجات السعيدة بمجرد ميلاد طفل معاق ذهنيا أو جسديا، حيث يتعرض الأزواج في هذه الحالات إلى أزمتين: الأزمة الأولى، عند تشخيص الطفل على أنه متخلف. و الأزمة الثانية، حين لا يقدر الوالدين على التعامل مع أعباء الإعاقة عبر الزمن، و عدم القدرة على التكيف مع متطلبات الطفل المعاق.

و يتم إرشاد الوالدين إلى اللجوء للمؤسسات الخاصة في حالة الإعاقة الشديدة، و هذا يتوقف على شدة الإعاقة، و على المستوى المالي للوالدين و على رغبتهما في ذلك. و في هذه الحالة يعمل المرشد السلوكي على تخفيض مشاعر الذنب عند الوالدين عن طريق بعض التقنيات، مثل سلب الحساسية المنتظم، النمذجة، و تنظيم فترات الزيارة.

و في حالة ما إذا احتفظ الوالدان بالطفل، فالمرشد يساعدهما على إيجاد حلول للمشكلات السلوكية المحددة كتدريب الطفل على الاستقلالية.

9.    مراحل الزواج و الأزمات التي لا يمكن تجنبها:

في سنة 1931 قدم عالم الاجتماع “سوروكين” و زملاؤه أربعة مراحل في دورة حياة العائلة و الأزمات التي ترافقها، و مع مرور الزمن أضاف آخرون مرحلتين أو أكثر:

·   عند ترك المنزل لتكوين منزل خاص: يشعر شباب كثيرون لاشعوريا بالذنب كونهم تسببوا في حزن والديهم. (ماهر Mahler 1968)

·    قرار إنجاب طفل: إن تحول أي ثنائي إلى ثلاثي يؤدي إلى أزمة، ففي دراسة لـ “ماسترز” Masters 1965 حول 46 زوج سوي، وجد 38% منهم قالوا أنهم عانوا من أزمة شديدة للتأقلم مع المولود الأول، و هذا ليس بسبب عدم الرغبة في المولود.

·    عندما يصبح الطفل شابا: مشكلات المراهقين و ما تسببه من أزمات.

·    عندما يغادر أولادهما المنزل بدورهم: ما يعرف بتناذر العش الخالي، فالعديد من الأزواج الغير راضين عن علاقاتهم الزوجية يحافظون عليها من أجل الأطفال فعند ذهاب الأطفال يصبح الطلاق ممكنا.

لقد حاولنا في هذا المقال و سابقه إلى كيفية الحفاظ على علاقات دائمة و مستقرة، و طبيعة اضطراب العلاقة الزوجية و آثار ذلك، و دور الإرشاد في حل المشكلات الزوجية، ثم عرضنا بع المشكلات الزوجية و كيفية التعامل معها من خلال المنظور السلوكي. و تعرضت لهذه العناصر المهمة من كتاب للدكتورة الفاضلة “كلثوم بلميهوب” أستاذة و أخصائية نفسانية بجامعة الجزائر.

 

بوعلام قاصب/ أخصائي نفساني

المرجع : الإستقرار الزوجي. للدكتورة بلميهوب كلثوم.