السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني أخواتي ارجو مساعدتي بارائكم ومساعدتي في حل مشكلتي: زوجي خانني كذا مرة واعظم خيانة لا استطيع نسيانها عندما شاهدت صديقته معه في شقتي وانا كنت في العمل، من بعد هذه الحادثة أخذت موقف منه وعاهدني على ان لا يعيدها … المشكلة أني لا استطيع الوثوق به أبدا .. دائما اشك فيه … ساعدوني بآرائكم كيف استطيع الوثوق به اختكم العطوف

استهوتني قراءة كتاب جميل للدكتور /راشد علي السهل من جامعة الكويت ،الكتاب اسمه المستشار الوافي في حل الخلافات الزوجية ، هذا الكتاب يقع في 250 صفحة من القطع المتوسط صادر عن شركة دار الفكر الحديث ،الكاتب استخدم نظرية الإرشاد العقلاني في حل الخلافات الزوجية للبرت إلس، بشكل موفق وجميل لاحظت من خلال مشاركتي في الردود في منتدى نفساني أن أغلب الحالات التي تطرح في المنتدى يركز اغلبها على مشكلة كبيرة تهدد الكيان الأسري بالانهيار هذه المشكلة هي مشكلة الخيانة الزوجية من قبل الزوج أو الزوجة ، وغالبا أن المرأة إذا اكتشفت أن زوجها يخونها تصاب بصدمه نفسية عنيفة ، قد تدفعها إلى تصرف سيء أو أن تصاب بالاكتئاب لكنها في الوقت نفسه قد تتراجع وتصبر وتقول لعل الأمور تتغير إلى الأفضل ، أين أذهب؟ والدي إما انه متوقي وإخواني كل منشغل بحاله وعياله أو أن والدها فقير ولا يستطيع أن يحتوي مشكلتها أو أنه من النوع القاسي المتسلط الذي سوف يصب جام غضبه عليها، إنها بين نارين نار الزوج الخائن ونار الأهل الذين لن يتفهموا ماهي فيه من حالة سيئة ؟، هذا هو الصراع النفسي البغيض الذي يولد المشكل النفسية مثل الاكتئاب والانطواء، إن هذه المرأة سوف تتحدث إلى نفسها أحاديث سلبية غير منطقية تولد لها الأمراض النفسية إقرأوا معي حديث هذه المرأة المكلومة .. *لم يعد لحياتي قيمة بعد الآن . *لقد تعرضت لإهانة كبيرة . *إنه إنسان غير محترم . *ما هو النقص الذي في حتى أتعرض لهذه الخيانة؟ . *الناس سوف يحتقرونني . *كل حياتي راحت هباء . *هذا الإنسان لايستحق أن أعيش معه بعد الآن . ( عن كتاب المستشار في حل الخلافات الزوجية د.راشد السهل صفحة 233 . هذا ما يعتمل في ذهن الزوجة من آثار الصدمة النفسية التي تعرضت لها هذه المرأة ، إذا ماهي الخطوات العملية لحل هذه الأزمة ، طبعا الأمور يمكن أن تعود إلى مجراها الطبيعي إلى حدما ولكن المشكلة وحلها قد يطول ، كماأن الأفكار السلبية التي تسيطر على ذهن المرأة قد تقودها إلى نتائج لاتحمد عقباها مالم يتدخل المستشار المتخصص في العلاقات الأسرية في تعديل هذه الأفكار السلبية إلى إيجابية ، مع أن الشك سوف يستولي على هذه المرأة وسوف تفقد الثقة بزوجها هذا إذا استمر الزواج ، وسوف يكون هذا الزواج جحيما بدل أن يكون نعيما .

 

خطوات عملية لحل هذه المشكلة، إذا كان الزوجان لديهما الرغبة في استمرار الحياة الزوجية :

1- البدء في علاج الشخص الضحية فإذا كانت الزوجة فيتم البدء بها أولا وإن كان الزوج فيتم البدء به أولا، وتتم المعالجة بإزالة الأفكار السلبية التي تسيطر على الضحية .

2- الخطوة الثانية أن يقنع المستشار الضحية أن ما حصل كان خطأ عابرا ونزوة مؤقتة ستزول ، وأن الزوج يأسف على ماحصل وسوف يتوب إلى الله ( إن الله تواب رحيم ) التائب من الذنب كمن لاذنب له ، ويستخدم المستشار العلاج العقلاني ، وعندما يصل الضحية إلى تغيير أفكاره غير المنطقية تبدأ المرحلة الثالثة.

3- تكون هناك جلسة علاجية للطرف الآخر الذي أحدث المشكلة وإشعاره بالخطأ الذي أقترفه في حق شريكة حياته ،والهدف من ذلك تغيير سلوكه وإذا كان حدث منها خطأ في حقه فإن هذا ليس أسلوبا مقنعا في عقابها مهما كان الخطأ وكان يلزمه أن يوضح لها الأخطاء ويتدارسانها معا وتعديلها بدون هذا السلوك المشين والقاسي  . سوف أضرب لكم مثالا يوضح هذه الخطوات العملية، هذا المثال استقيته من كتاب الدكتور السهل السابق الذكر، وهو يدور حول أن من قام بالخيانة هو الزوج ..

المستشار (م) أهلا ، كيف حالك اليوم؟

(س) إنني منهارة وحزينة جدا ويكاد قلبي يخرج من مكانه، إنني كارهة لنفسي .

(م) إنني أعرف هذا الشعور وإنني لألومك عليه ، ولكن بماذا تفكرين الآن ؟ .

(س) إنه لايحترمني أبدا ، فقد وضعني في موقف صعب جدا ؟

(م) ماذا تعنين بأنه لايحترمك وأنه وضعك بموقف صعب ؟

(س) إنه يستمتع أن يراني في وضع هابط، كل الناس يحتقرونني الآن !

(م) ماذا يعني لك أنه وضعك في موقف هابط ؟وكل الناس يحتقرونك ؟

(س) إنه لايحبني.

(م) ماذا يعني لك أنه لايحبك ؟

(س)إنه تخلى عني .

(م) ماذا يعني لك إنه تخلى عنك ؟

(س) إنني سوف أعيش وحيدة .

(م) ماذا يعني لك أنك سوف تعيشين وحيدة ؟

(س) إنني ضعيفة .

بعد هذه المحاورة بين المستشار والضحية ، توصل المستشار إلى أن المرأة تعيش حالة ضعف ووحيدة ، وان عليه أن يعيد بناء شخصيتها القوية من جديد ، فيقول لها : لا أنت قوية ولست وحيدة، فتقول الزوجة صحيح أن خيانة زوجي لي قوية ولكنها ليست نهاية العالم ولن أجعل من هذا الموقف مايسبب لي التعاسة والشقاء ( إنني قوية ولست وحيد ة ) تقوم الزوجة بترديد هذه الكلمات الإيجابية ، فترتفع خلال ذلك ذاتها المتدنية ، وتبدأ بمجابهة مشكلتها بكل عقل وتفكير ، فهي لم تعد وحيدة وضعيفة وزوجها لن يتخلى عنها والناس لازالوا ينظرون لها نظرة احترام وإكبار . إن المشكلة الحقيقية التي تواجهها هذه المرأة أنها مزجت بين هذا الموقف الصعب الذي تعرضت له وبين ذاتها ونظرتها إلى نفسها فصار مستوى الذات لديها متدن مما سبب لها المتاعب والهدف من هذا اللقاء بين المستشار والضحية فصل مشكلة الخيانة عن الذات والتعامل مع المشكلة بعقلانية أكثر ولكن ذلك لن يتم إلا عندما تتغير الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية وقد تم ذلك من خلال هذه المحاورة . هذا هو الجانب الأول في علاج مشكلة الخيانة بين الزوجين ن لكن ماهو علاج الجانب الآخر وهو علاج الزوج ، وهل ستعود السعادة الحقيقية بعد ممارسة هذه الجوانب من العلاج العقلاني أم لا ؟ طبعا ممكن ان تعود الحياة إلى طبيعتها قبل حدوث المشكلة إذا كان الزوجان وبصدق لديهما الرغبة في الاستمرار وتم التعاون بينهما في القضاء على هذه المشكلة في مهدها ، هناك نقطه مهمة في الموضوع ألا وهي ، اعتراف الزوج بخطئه ، وعزمه الأكيد على عدم ممارسة الخطأ مرة أخرى ، إنه بتعاون جميع الأطراف لعودة العلاقة الزوجية المنهارة تؤتي الجهود أكلها ، أما إذا كان أحد الأطراف إما الزوج أو الزوجة سلبيا ، آو ليس لديه الرغبة في استمرار الحياة الزوجية لهذا السبب أو لغيره فإن جهود العلاج تفشل . ومن الأعمال التي يقوم بها الزوج للمساعدة في حل المشكلة يقول د. راشد:

1- أن يغير الزوج جدول حياته اليومي من حيث الوقت الذي يقضيه خارج المنزل .

2- أن تكون جميع نشاطاته معروفة عند زوجته، ويتم التحاور بينه وبين زوجته بصددها .

3- أن يلتزم دينيا وخلقيا ويتقرب إلى الله بالعبادات كالصلاة والصوم والحج والعمرة التي تؤكد انه ابتعد عن باب الخيانة ( الخوف من الله وقاية من الانحراف )( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر).

4- أن يقوم الزوجان بأنشطة مشتركه كالرحلات والزيارات وتناول وجبات العشاء في المطاعم والمتنزهات وفي التسوق وغيرها .

5- زيادة التواصل مع زوجته عبر المحاورة والمناقشة الجادة والرسائل الرقيقة عبر الجوال، وتبادل الهدايا بينهما، والقضاء على روتين الحياة الزوجية القاتل، وغير ذلك .

6- العمل على وضع مشاريع للأسرة تكون مشتركة بينهما تعزز العلاقة بينهما من جهة وتعيد الثقة من جهة أخرى .

وأخيرا إن بناء الثقة بين الزوجين بعد حدوث هذه الصدمة قد يكون عسيرا بعض الشيء ولكن بتعاون الزوجين مع المستشار الأسري ، ورغبتهما الصريحة باستمرار حياتهما الزوجية وحبهما الصادق للبعض صخرة تتكسر عليها جميع العقبات مهما كانت ثقيلة وصعبة ، والله الهادي إلى سواء السبيل ..

 

بقلم : ابراهيم الدريعي