من موقع ويكيبيديا

العلاج السّلوكيّ المعرفيّ هو أحد طرق العلاج النفسي الذي يستعمل في الكثير من الأمراض النفسية مثل الكآبة و القلق و تعكر المزاج الثنائي القطب وحالات نفسية اخرى ويستند على مساعدة المريض في ادراك وتفسير طريقة تفكيره السلبية بهدف تغيرها إلى افكار او قناعات ايجابية أكثر واقعية وستعمل هذا النوع من العلاج بصورة متزامنة مع الأدوية المستعملة لعلاج الكآبة. 

 

احد أهم اعراض مرض الكآبة هو التفكير السلبي ونقد الذات وعدم الأيمان بالقدرات الشخصية وعدم الأيمان باحتمالية التحسن والشعور بان وجود الشخص او عدمه سوف لن يغير من الأمور شيئا وهنا تكمن الفكرة الأساسية في هذا النوع من العلاج حيث يتم بصورة تدريجية على هيئة جلسات تكون فردية احيانا و جماعية في احيان اخرى باقناع المريض ان مايشعر به من احباط و سوداوية ماهو إلى اعراض لمرض لايختلف عن اي مرض اخر فعندما يصاب الشخص باي التهاب على سبيل المثال فان هناك جراثيم معينة سبب هذا الألتهاب والتي ينتج عنه اعراض مختلفة مثل الحمى فعلى نفس المنوال توجد للامراض النفسية اسبابا معينة ومن اهمها خلل في نسبة الناقلات العصبية مثل السيروتونين في الدماغ وهذا الخلل يؤدي إلى ظهور اعراض مثل الخمول وعدم الثقة بالنفس فهذه الأعراض اذن هي اعراض مؤقتة لمرض معين له اسباب وعلاج وليست طباع متأصلة في شخصية الأنسان.

 

تبدأ بعد ذلك عملية استبدال تدريجي للمشاعر السلبية بافكار ايجابية و واقعية فعلى سبيل المثال استبدال فكرة “انا لا اصلح لأي شيئ” بفكرة “انا احس باني لا اصلح لشيئ لكوني مريضا” ويستعمل ايضا طريقة سؤال الشخص بان يذكر مجموعة من النقاط الأيجابية عن نفسه وفي معظم الحالات لايتمكن الشخص المصاب بالكآبة من ذكر اية نقطة ايجابية نظرا للطبيعة التشاؤمية للمرض فيقوم المعالج النفسي بمساعدة المريض بتكوين قائمة من النقاط الأيجابية الحقيقية الموجودة في الشخص مبتدأ باشياء بسيطة مثل “انا احب اطفالى”. وتدريجيا يتم تشخيص الأفكار السلبية واحدة بعد الأخرى ويتم استبدالها بافكار واقعية وهذه المهمة ليست بالسهلة او السريعة ويعتمد تاثيرها على العديد من العوامل بدءا من المريض إلى الظروف الأجتماعية المحيطة به إلى تناوله للادوية بصورة منتظمة إلى قدرات و مدى اخلاص المعالج النفسي او الطبيب النفسي.