رهاب الطائرة
د.أحمد الهادي
.
يعتبر رهاب الطائرة من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً وحوالي ٢٠-٣٠٪ من الناس يصيبهم الخوف والقلق من ركوب الطائرة. من الممكن أن يكون رهاب الطائرة عَرَض لاضطرابات نفسية عديدة.
مثلا: اذا كان الشخص يخاف من حدوث أمر محرج له أمام الناس في الطائرة، فيمكن أن يكون التشخيص رهاب اجتماعي. أيضا: ان كان الشخص يخشى من سقوط الطائرة ويخاف أن يموت نتيجة لذلك، فيمكن أن يكون التشخيص رهاب محدد. كذلك: ان كان الشخص يخشى من وقوع أمر خطير يستدعي وجود مساعدة وسيكون الحصول عليها صعبا، مثل الاختناق او الاصابة بنوبة قلبية، أو الحصول على المساعدة يسبب حرج له فيمكن أن يكون التشخيص اضطراب رهاب الساح (الأماكن المفتوحة/الخلاء).
.
يعتمد العلاج في كل حالة حسب التشخيص، جميعها يفضل جمع العلاج الدوائي مع العلاج المعرفي السلوكي ما عدا الرهاب المحدد، فالدواء لاينصح باستخدامه. من افضل الفنيات المستخدمة في العلاج المعرفي السلوكي فنية التعرض. ويتم فيها وضع قائمة بالمواقف التي تسبب الخوف من الاسهل الى الاصعب. ويتم الاتفاق على التعرض للموقف الاسهل لعدد من المرات الى ان يتعود المريض. بعدها يتم الانتقال الى الموقف التالي وهكذا. التعرض يعتبر من انجح الفنيات فعالية في علاج رهاب الطائرة. يمكن استخدام بعض الأدوية المهدئة قبل ركوب الطائرة بساعة، ولكن ليس أثناء التعرض. من الاستثناءات أن يكون الخوف شديدا عندها يمكن استخدامها حتى في التعرض بغرض الوصول الى مرحلة تركها. في بعض الحالات البسيطة يمكن استخدام المهدئات لكسر حاجز الخوف فقط بدون فنية التعرض. ويمكن ان يكون هذا هو العلاج. التعرض يمكن أن يكون حقيقياً أو تخيلياً. التخيلي يفيد في الحالات المتوسطة والشديدة التي لا تستطيع القيام بالتعرض الحقيقي.
.
من الفنيات المفيدة أيضا التصحيح المعرفي: وفيه يتم التعرف على الأفكار السلبية الخاطئة وتصحيحها بحيث تصبح أكثر واقعية. في التصحيح المعرفي غالباً مانستخدم (سجل الأفكار) للوصول للهدف وهو تصحيح الأفكار. التثقيف الصحي وذكر المعلومات والاحصائيات الصحيحة عن الطيران وحوادثه مفيد ولكن ليس بدرجة كبيرة للأسف.