ماهو العلاج المعرفي؟
العلاج المعرفي السلوكي هو نوع من انواع العلاج النفسي، يركز على الوقت الحالي، ذو وقت محدد، ويهتم بحل المشكلات، ويتم فيه تعلم مهارات محددة يتم استعمالها في بقية الحياة، تهتم هذه المهارات في ابراز التفكير المشوه، وتعديل الاعتقادات الخاطئة، والتعامل مع الاخرين بطرق جديدة، وتعديل السلوك الغير مرغوب فيه. وثبتت فعالية هذا العلاج بأكثر من 300 دراسة علمية ويعتبر العلاج النفسي الأول للإكتئاب وأنواع القلق وهو الأكثر شيوعا بين أنواع العلاج النفسي.
ماهي النظرية التي تدعم العلاج المعرفي السلوكي؟
العلاج المعرفي السلوكي يعتمد على النظرية المعرفية، وهي تعني ببساطة أن طريقة رؤيتنا وتفسيرنا للموقف أو الحالة هي التي تؤثر على كيفية شعورنا ونوعية وكمية احاسيسنا ومشاعرنا. فالموقف بحد ذاته ليس ما يؤثر على مشاعرنا وإنما طريقة تفكيرنا وكيفية تحليل الموقف وطريقة رؤيتنا له. وعندما يتعرض الناس لضيق فإنهم غالبا لا يفكرون بطريقة واضحة وصحيحة وتكون افكارهم مشوهة بطريقة أو بأخرى. فالعلاج المعرفي يساعد الناس على التعرف على افكارهم المشوهة وطريقة تفكيرهم الخاطئة واختبار مدى منطقية هذه الافكار، ثم يتعلمون كيف يغيرونها. وعندما تتغير الافكار للاتجاه الصحيح تتبعها المشاعر وكذلك السلوك.
كيف استعد للعلاج المعرفي؟
الخطوة الأولى المهمة أن تضع أهدافك. اسأل نفسك: “كيف اريد أن اصبح بعد نهاية العلاج”؟. فكر تحديدا بالتغييرات التي تود أن تحدث لك في بيتك، في عائلتك، في عملك، في علاقتك .. الخ. فكر في ما يزعجك من الاعراض والصفات التي تود اختفائها أو على الأقل أن تخفف منها. سوف يساعدك المعالج في تقييم وتحديد هذه الاهداف، وأيها تستطيع تحقيقه بنفسك وأيها تحتاج مساعدة المعالج في سبيل ذلك.
ماذا يحدث خلال جلسة العلاج المعرفي؟
أحيانا وقبل بداية جلسة العلاج يطلب منك المعالج أن تملأ بعض الاستمارات والاستبيانات والمقاييس لتقييم حالتك. في بداية الجلسة يستطلع المعالج منك مشاعرك خلال الاسبوع الماضي والاحداث المهمة التي مررت بها وطريقة تفاعلك معها، ويناقش معك الواجب المنزلي الذي قمت به. ثم يبدأ المعالج بربط الجلسة السابقة بالجلسة الحالية ويطلعك على الهدف الاساسي من الجلسة الحالية أو ما يسمى بـ(الأجندة) وهذا هو الجزء الأكبر من الجلسة العلاجية وفيه يتم تعلم المهارات وحل المشكلات. وفي نهاية الجلسة يستفسر منك المعالج عن انطباعاتك عن الجلسة الحالية ويناقش معك الواجب المنزلي للاسبوع القادم.
كم تستغرق الجلسة وكم يستغرق العلاج من وقت؟
تستغرق الجلسة ما بين اربعين الى خمسين دقيقة. وتختلف عدد الجلسات (مدة العلاج) من مريض الى آخر ويتم الاتفاق بين المريض والمعالج على عددها بعد الجلسة الأولى عندما تتكون لدى المعالج صورة مبدئية عن حالة المريض، ولكن عادة تتراوح الجلسات بين ثمان الى اثني عشر جلسة بمعدل جلسة اسبوعيا مالم يحدث أمر طاريء. بعد ظهور التحسن يبدأ المعالج بمباعدة الجلسات فتصبح كل اسبوعين أو كل ثلاثة اسابيع ليتسنى للمريض ممارسة ما تعلمه من مهارات. بعدها تكون هناك جلسات نهائية كل شهر تقريبا للتأكد من أن المريض قد أصبح مستقلا ويستطيع الاستغناء عن المعالج.
ماذا عن الأدوية؟
لا يتعارض العلاج المعرفي مع الأدوية النفسية، وتستطيع مناقشة هذا الأمر مع معالجك، فهناك بعض الاضطرابات النفسية التي تكون استجابتها بأفضل صورة عن طريق الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي (الجلسات)، واذا احتجت للدواء النفسي فعليك استشارة طبيب نفسي متخصص.
كيف احقق الاستفادة القصوى من العلاج المعرفي؟
تستطيع تحقيق ذلك بعدة أمور منها: اسأل معالجك عن كيفية تقوية العلاج المعرفي بأجزاء أخرى مثل القراءة الخارجية عن هذا النوع من العلاج، ممارسة كتب التمارين، قراءة نشرات المرضى .. الخ. أيضا تستطيع ذلك بالتحضير الجيد لكل جلسة علاجية، والتفكير بالأمور التي تعلمتها في الجلسة السابقة، وتحضير ما تريد أن تناقشه في الجلسة القادمة. وأخيرا يجب أن تتأكد أنك تمارس ما تعلمته في الجلسات في حياتك اليومية، ويمكن أن يساعدك كتابة ملخص للجلسة بعدها مباشرة أو تسجيل مقطع صوتي فيه مختصر لما دار في الجلسة. ولا تتردد في مناقشة معالجك عن الصعوبات التي تواجهها في كل ما سبق.
كيف أعرف أن العلاج المعرفي بدأ يعمل؟
يلاحظ معظم المرضى انخفاض الاعراض إما شدة أو عددا في الاسبوع الثالث الى الرابع من العلاج إذا التزموا بالجلسات وأدوا الواجبات المطلوبة منهم بدقة وإخلاص. وغالبا ما يظهر هذا بانخفاض الدرجات على المقاييس النفسية التي يستخدمها المعالج.
تأليف: د.جوديث بيك
ترجمة بتصرف: د.أحمد الهادي
المصدر:
التعليقات