هل الهدف من العلاج المعرفي السلوكي أن نفكر بإيجابية ؟؟
أو .. هل مجرد التفكير الايجابي هو الحل؟
رغم أن أفكارنا تؤثر في عواطفنا وسلوكنا وردود أفعالنا الجسدية إلا أن “التفكير الايجابي” بمفرده ليس حلا لصعوبات الحياة. فمعظم الناس الذين يشعرون بالقلق أو الاكتئاب أو الغضب يمكن أن يقولوا لمن يسدي لهم نصيحة “التفكير الايجابي” : إن مجرد التفكير الايجابي ليس بالأمر السهل …أيضا إذا حاولنا أن نحصر الأمر “بالتفكير الايجابي” فقط عندما تحدثنا عواطفنا بقوة ،فإننا قد نُغفل بذلك مؤشرات هامة تدل على وجود خلل ما يجب تصحيحه …
تقترح المُعالجة المعرفية بدل من هذا ، أن يحاول الناس النظر إلى الأمور من أكبر من عدد من الزوايا . فالنظر إلى موضوع ما من عدة جوانب – إيجابية وسلبية ومحايدة – يمكن إن يؤدي إلى حلول واقتراحات جديدة .
(أي أن العلاج المعرفي يدعوا الأشخاص إلى رؤية الأمور كما هي لا أسوء مما هي عليه)
هل تغيير طريقة التفكير هي الوسيلة الوحيدة للتحسُّن؟
بالرغم من أن تحديد الأفكار وتغيرها يعتبر الجزء المركزي في المعالجة المعرفية ، فإنه من المهم كذلك إحداث تغيير في ردود الفعل الجسدية ، والسلوك ، والبيئة !
فمثلا : الشخص القلق يغلب عليه أنه أصبح تجنب الأمور التي تُشعره بالقلق منذ مدة طويلة . ومن طرق التكيف مع القلق أن يتعود الإنسان على الاسترخاء (تغير جسدي) ، والتأقلم مع ما يظن بأنه أمر خطير (تغير سلوكي) ، ولا يشفى الناس من القلق حتى يترافق تغير الأفكار بتغيرات في سلوك التجنب والابتعاد عما يقلق..
من كتاب العقل فوق العاطفة بتصرف
التعليقات