التحقق من فاعلية الإرشاد العقلاني الانفعالي في خفض قلق المستقبل لدى طلاب التعليم الفني
ابراهيم محمود اسماعيل
هدفت هذه الدراسة إلي التحقق من فاعلية الإرشاد العقلاني الانفعالي في خفض قلق المستقبل لدي طلاب التعليم الفني ، وقد اشتملت عينة الدراسة السيكومترية علي (268) طالباً من طلاب التعليم الثانوي التجاري واستخدمت الدراسة الأدوات التالية : مقياس قلق المستقبل : إعداد الباحث ، ومقياس الأفكار اللاعقلانية : إعداد الباحث والبرنامج الإرشادي العقلاني الانفعالي : إعداد الباحث ، وتكونت عينة البرنامج الإرشادية من (24) طالباً تم تقسيمهم إلي مجموعتين : هما المجموعة التجريبية ، والمجموعة الضابطة ، وقد اشتملت كل مجموعة على (12) طالباً ، وقد أسفرت الدراسة عن النتائج التالية :1- وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائياً بين الأفكار اللاعقلانية وقلق المستقبل لدى الطلاب .
2- وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد المجموعة التجريبية ومتوسط درجات أفراد المجموعة الضابطة على مقياس قلق المستقبل بعد تطبيق البرنامج لصالح المجموعة التجريبية .
3- وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية على مقياس قلق المستقبل في القياس القبلي والقياس البعدى لصالح القياس البعدى .
4- عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية على مقياس قلق المستقبل بعد تطبيق البرنامج الإرشادي مباشرة ودرجاتهم بعد مرور شهر .
مقدمة: للقلق في علم النفس الحديث مكانة بارزة فهو المفهوم المركزي في علم الأمراض النفسية والعقلية والعرض الجوهري في الاضطرابات النفسية ، وأكثر ما يثير القلق لدى المراهقين والشباب هو المستقبل وذلك نتيجة لإمكانات الحاضر المتواضعة والضغوط المستمرة وعدم الكفاءة في التصدي لمشكلات الواقع والتغيرات المتتابعة والبيئية المشبعة بعوامل الخوف والحرمان وعدم الأمن وارتفاع سن الزواج وعدم القدرة علي تحمل مصاريف تكوين أسرة جديدة وكذلك الظروف الاقتصادية السيئة وقلة فرص العمل ونتيجة لهذه المشكلات والضغوط يعيش الشباب والمراهقون في حالة من القلق علي حياتهم ومستقبلهم ونظرتهم متشائمة نحو المستقبل بسبب عدم قدرتهم علي تحقيق الأهداف وكذلك فقدانهم للأمل في المستقبل ، فبعد أن كان المستقبل مصدراً لبلوغ الأهداف وتحقيق الآمال أصبح عند بعض الأفراد مصدراً للخوف أو الرعب وهذا المصدر يعد أساساً لقلق المستقبل. ومن أسباب قلق المستقبل أيضاً بعض الأفكار اللاعقلانية كالأفكار السلبية المتمثلة في التقييم السلبي للذات وعدم الثقة في النفس وتوقع الفشل والخوف من المستقبل ولذا يمكن القول إن قلق المستقبل هو نوع من أنواع القلق المرتبط بتوقع الفرد للأحداث المستقبلية في خلال فترة زمنية أكبر .
مشكلة الدراسة: القلق بوجه عام وقلق المستقبل بوجه خاص من الاضطرابات التي تؤدي إلي تحطيم نفسية الفرد فلا يستطيع أن يحقق ذاته أو يبدع وإنما يضطرب وينعكس ذلك في صورة اضطرابات متعددة الأشكال كما أن فقدان الثقة في المستقبل يفقد الانسان تماسكه المعنوي فيصبح عرضة للانهيار العقلي والبدني والاتجاه السلبي نحو المستقبل هو أساس سوء التكيف والشخص القلق يفقد الثقة بنفسه ويبدو متردداً عاجزاً عن البت في الأمور وهو يفقد القدرة علي تركيز الذهن ولذلك يصعب عليه أحياناً أن يفهم ما يدور حوله فهماً واضحاً ، وقد لاحظ الباحث أن الصفات السالفة الذكر تنطبق علي طلاب التعليم الفني فهم دائماً متشائمون من الأيام المقبلة . فماذا يفعلون بعد التخرج ؟ فليس هناك وظيفة تنتظرهم كما أنهم لا يستطيعون السفر إلي الخارج بسبب سوء الحالة الاقتصادية ، والحياة تزداد تعقيداً كل يوم فتزيد من غموض المستقبل أمام هؤلاء الطلاب وكل ذلك يؤدي بدوره إلي حالة من السلبية تجاه النفس والأسرة والمدرسة والمجتمع والعالم بأثره كما يؤدي ذلك إلي التوتر والقلق بجميع أنواعه وخاصة قلق المستقبل.
أهمية الدراسة: تتضح أهمية الدراسة الحالية في النقاط التالية : 1-تستمد هذه الدراسة أهميتها من أهمية المرحلة العمرية التي تتناولها وهى مرحلة المراهقة والتحديات والصعوبات التي تلازم هذه المرحلة وحاجة الطلاب إلى التوجيه والإرشاد في هذه المرحلة فمرحلة الشباب تعتبر مرحلة الإرشاد التربوي والمهني. 2-أنها تتناول موضوع قلق المستقبل وبذلك تقوم بدراسة نوع من القلق ينتشر بين عدد كبير من الطلاب مما يلقى الضوء لمعرفة المزيد من أسباب القلق بغية التخفيف من حدته ، والتقليل من آثاره على الذين يعانون منه . 3-ندرة الدراسات التي تناولت موضوع قلق المستبل وخاصة من الناحية الإرشادية والعلاجية ، وكذلك ندرة الدراسات التي تناولت طلاب التعليم الفني كعينة دراسة .
أهداف الدراسة: تهدف هذه الدراسة إلى التحقق من فاعلية الإرشاد العقلاني الانفعالي في خفض قلق المستقبل لدى طلاب التعليم الفني ، ومن هذا الهدف العام تتفرع مجموعة من الأهداف الفرعية التالية:
1- التعرف على نوع العلاقة الارتباطية بين الأفكار اللاعقلانية وقلق المستقبل لدى طلاب التعليم الفني.
2- التعرف على الفروق الإحصائية بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة فى قلق المستقبل لدى طلاب التعليم الفني بعد تطبيق البرنامج الإرشادى.
3- التحقق من استمرارية البرنامج الإرشادي النفسي في خفض قلق المستقبل لدى طلاب التعليم الفني أثناء فترة المتابعة .
عينة الدراسة : اشتملت عينة الدراسة السيكومترية علي (268) طالباً من طلاب التعليم الثانوي التجاري وتكونت عينة البرنامج الإرشادية من (24) طالباً تم تقسيمهم إلي مجموعتين هما المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة وقد اشتملت كل مجموعة على (12) طالباً .
أدوات الدراسة: اشتملت أدوات الدراسة علي : 1- مقياس قلق المستقبل ” إعداد الباحث ” 2- مقياس الأفكار اللاعقلانية ” إعداد الباحث ” 3- برنامج الإرشاد العقلاني الانفعالي ” إعداد الباحث “
فروض الدراسة:
1- توجد علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائياً بين الأفكار اللاعقلانية وقلق المستقبل لدى طلاب التعليم الفني.
2- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد المجموعة التجريبية ومتوسط درجات أفراد المجموعة الضابطة على مقياس قلق المستقبل بعد تطبيق البرنامج لصالح المجموعة التجريبية.
3- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية على مقياس قلق المستقبل في القياس القبلي والقياس البعدى لصالح القياس البعدى.
4- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية على مقياس قلق المستقبل بعد تطبيق البرنامج الإرشادي مباشرة ودرجاتهم بعد مرور شهر من تطبيق البرنامج .
نتائج الدراسة: وقد أسفرت الدراسة عن النتائج التالية:
1- وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائياً بين الأفكار اللاعقلانية وقلق المستقبل لدى الطلاب.
2- وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد المجموعة التجريبية ومتوسط درجات أفراد المجموعة الضابطة على مقياس قلق المستقبل بعد تطبيق البرنامج لصالح المجموعة التجريبية.
3- وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية على مقياس قلق المستقبل في القياس القبلي والقياس البعدى لصالح القياس البعدى.
4- عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية على مقياس قلق المستقبل بعد تطبيق البرنامج الإرشادي مباشرة ودرجاتهم بعد مرور شهر من تطبيق البرنامج.
التعليقات