قيل الخريطة ليست هي الواقع…بمعنى أنه مهما يكن الطريق الذي سنسلكه واضح وجلي وجميل في الخريطة إلا إننا عندما نمشي في ذات الطريق سنجد بعض الحفر والتحويلات وبعض التفاصيل التي لا يمكن للخريطة أن تحتويها وتحتاج مهارة شخصية للتعامل معها . وفي ذات الوقت بدون الخريطة أيضا لا يمكننا التعرف على الواقع!!
هذا المثال ينطبق بطريقة ما على ممارسة العلاج النفسي عموما وعلى العلاج المعرفي السلوكي الذي نخصه بالحديث هنا.
كل المعلومات والأسس والنظريات مهما كانت واضحة وسهلة إلا إننا عند البدء في تطبيقها على طالب العلاج النفسي سنجد أنفسنا كذلك الذي أمسك الخريطة وبدأ المسير، وبدأت تواجهه تلك الصعوبات التي قد لاتحتوي الخريطة على طريقة التعامل معها وتجاوزها، لذلك كان التدريب والإشراف المباشر هو الركيزة الأساسية لممارسة أي نوع من أنواع العلاج النفسي
التدريب و الإشراف لا يمكن أن يُغني عنه كتاب في العلاج المعرفي السلوكي أو دورة تدريبية فيه ، ولكن بخطوات صغيرة ومهمة وفعالة ذكرتها الدكتورة جوديث بك في الفصل الأخير من كتابها العلاج المعرفي الأسس والأبعاد والذي هو بمثابة الخريطة يمكنك أن تبدأ رويداً رويداً في السير في طريق هذا العلاج بطريقة أكثر احترافية .
ملخص الفصل الثامن عشر من كتاب العلاج المعرفي الأسس والأبعاد:
يعالج هذا الفصل باختصار الخطوات اللازمة لممارسة العلاج العرفي .فإن عليك كمعالج معرفي أن تكتسب الخبرة الأساسية في فنياتالعلاج المعرفي، ولكي يتحقق ذلك حاول أن تطبقها أولاً على نفسك قبل تطبيقها على العميل، تطبيق هذه الخطوات ووضع نفسك مكان المرضى قد يساعدك على التعرف على المعوقات المختلفة التي تتدخل في أمور مهمة مثل الالتزام بالواجبات.
وعلى أقل تقدير إذا أردت أن تكون معالجاً معرفياً ناجحاً ، فعليك إتباع الآتي:
1- ارصد مشاعرك وتعرف على أفكارك التلقائية حينما تشعر بالحزن.
2- دوّن أفكارك التلقائية ، وإذا أغفلت هذه الخطوة فأنت تحرم نفسك من فرصة اكتشاف الصعوبات التي تواجه المرضى حين تطلب منهم تدوين أفكارهم، مثل: ضعف الحافز وقلة الوقت والطاقة والأمل. فحينما تطلب مثلاً من مريض أن يلتزم بالواجب المنزلي يمكنك أن تعقد مقارنة بين نفسك والمريض. فيمكن أن تسأل نفسك : هل كنت سأجد صعوبة في عمل هذا الواجب؟ومالذي يمكن أن يقف في طريقي وأنا أحاول تنفيذه ؟ وهل كنت سأفهمه إذا قدم إلي بهذه الطريقة ؟ وهل على أن أقدمها على خطوات .
وبمعنى آخر ، فإن تقدمك كمعالج معرفي يمكن أن يتحقق إذا وضعت فهمك لنفسك والطبيعة البشرية بصفة عامة على طاولة العلاج..
3- تعرف على أفكارك التلقائية التي تعطلك عن تنفيذ الخطوة 2، فأفكار مثل : (ليس علي أن أدون أفكاري التلقائية – أنا أعرف هذه الأمور – يمكن أن أحصرها في عقلي) مثل هذه الأفكار تعوق تطورك كمعالج معرفي، والاستجابة التكيفية الجيدة لمثل هذه الأفكار ممكن أن تكون : ( صحيح أنه يمكنني أن أستمر كمعالج معرفي دون أن أطبق طرق العلاج على نفسي ، لكن بالتأكيد سوف أكون أفضل لو دونت أفكاري التلقائية، سوف أتفهم الصعوبات التي تواجه مرضاي حينما يُطلب منهم ذلك ، فإذا حاولت تدوين أفكاري فسوف أتخيل مشاعرهم وأحدد طبيعة وعناصر المشكلة، على أية حال إنها لن تكلفني أكثر من دقيقتين)
4- بمجرد أن تصبح خبير في التعرف على أفكارك التلقائية ومشاعرك ، ابدأ في عمل سجل الأفكار، إذا شعرت بتغير في مشاعرك في يوم ما.التدرب عليه سوف يساعدك في تدريب مرضاك عليها.
وتذكر : أن المعالج المعرفي لا يطمح لأن يتخلص نهائيا من المشاعر السلبية ولكن يقلل من حدتها وتأثيرها على سلوك المريض.
5- حاول تطبيق بعض الطرق أو الفنياتالأساسية في العلاج المعرفي ، مثل: أين الدليل وغيرها من الفنيات.
6- بعد أن تكون قد جربت بعض الطرق الأساسية في العلاج المعرفي مع نفسك ، اختر حالة واضحة غير معقدة لمحاولتك الأولى في العلاج المعرفي.
7- أحصل على موافقة مكتوبة إن كنت تريد تسجيل الجلسات على أشرطة كاسيت أو فيديو.
8- راجع هذه التسجيلات إما بمفردك أو مع زميل أو مشرف علاجي، وهذه المراجعة ضرورية لتطورك كمعالج .
9- استمر في القراءة عن العلاج المعرفي ، واقرأ الكتيبات والنشرات التي توجه للمرضى (كتب المساعدة الذاتية) حتى تستطيع توجيه مرضاك إلى القراءة العلاجية Biblotherapy
10- ابحث عن فرصة الإشراف أو التعليم إما محلياً أو خارجيا
11- وأخيراً : ينبغي أن تحرص على حضور المؤتمرات التي تعقدها الجمعيات العالمية للعلاج المعرفي.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الرجوع إلى
كتاب : العلاج المعرفي ”الأسس والأبعاد“ ، تأليف جوديث بك 2007م
مقال: كيف تصبح معالج معرفي ، د.أحمد الهادي
ويمكنك الاطلاع على مزيد من المراجع باللغتين العربية والانجليزية ، ومواعيد المؤتمرات العلاج المعرفي، وكتب المساعدة الذاتية والنشرات ، والنماذج والمقاييس على صفحات الموقع .
التعليقات