جاء في رسالة قُدِّمت في معهد كارولينسكا بالسويد أن الإنترنت يمكن أن يكون وسيلة فعالة في علاج اضطرابات الهلع كما يُمكن أن يلعب دوراً كبيراً في التخفيف من نوبات الاكتئاب الخفيفة والمتوسطة

 

ويقول (جان برجستروم) صاحب الرسالة: “أن العلاج المعرفي السلوكي عن طريق الإنترنت أيضاً أكثر فاعلية من ناحية التكلفة أيضاً بالمقارنة  مع العلاج الجماعي” وهذه النتيجة تدعم فكرة إدخال العلاج النفسي عن طريق الإنترنت ضمن المنظومة العلاجية التقليدية للطب النفسي كما أن المجلس القومي للصحة والرعاية الاجتماعية في السويد أوصي باستخدام الإنترنت في علاج الاكتئاب والقلق.

 

الجدير بالذكر أن الاكتئاب يصيب 15% من البشر في بعض فترات حياتهم، ويمكن التعرف على الاكتئاب من خلال مجموعة من الأعراض مثل تدني الحالة المزاجية والافتقار للبهجة والشعور بالذنب والخمول وصعوبة التركيز والأرق أما اضطرابات الهلع فتصيب 4% من البشر وهي عبارة عن نوبات من الذعر تمنع الشخص من القيام ببعض الأمور مثل دخول بعض الأماكن إذ أن المريض بمجرد أن يتواجد في المكان الذي يخاف منه يشعر بالغثيان وخفقان شديد وشعور بأن شيئا خطيرًا في طريقه للحدوث.

من المعروف أن العلاج المعرفي السلوكي يحقق نتائج فعالة في أمرض الاكتئاب واضطرابات الهلع المتكررة، ولكن عدد المعالجين النفسيين القادرين على استخدام هذه الطريقة محدود للغاية ولا يتناسب مع احتياجات المرضى في السويد ودول أخرى عديدة، ولذلك تم استحداث العلاج المعرفي السلوكي عن طريق الإنترنت حيث يعتمد المريض على برنامج علاج ذاتي بمساعدة المعالج الذي يتصل به عن طريق البريد الإلكتروني.

الدراسة التي تم تقديمها قامت بتجارب “إكلينيكية” عشوائية على 104من المرضى المصابين باضطرابات الهلع، وتم مقارنة فاعلية العلاج بين مجموعة تلقت علاجها عن طريق الأساليب العادية ومجموعة أخرى عولجت عن طريق العلاج المعرفي السلوكي باستخدام الإنترنت ووجدت الدراسة أن العلاج المعرفي السلوكي عن طريق الإنترنت كان فعالاً للغاية ولم يختلف كثيراً عن العلاجات العادية سواء بعد العلاج مباشرةً أو بعد مرور 6 أشهر، وتكون هذه الفاعلية أكبر حينما يتم التعامل مع المرض مبكراً أما المرضى الذين يعانون من اكتئاب شديد أو سبق أن أصيبوا بنوبات اكتئاب متكررة فيكون العلاج المعرفي السلوكي عن طريق الإنترنت أقل فاعلية.

ويقول (جان برجستروم) أنه بفضل تلك الرسالة يتم حالياً استخدام العلاج المعرفي السلوكي عن طريق الإنترنت في علاج مرضى الاكتئاب والهلع المتكرر في وحدة العلاج النفسي في غرب ستوكهولم وبذلك تكون مقاطعة ستوكهولم هي أول مقاطعة تقدم هذا النمط العلاجي ضمن الخدمات العلاجية العادية.

المصدر: صحيفة ايلاف الالكترونية