الفرق بين العلاج المعرفي السلوكي والعقلاني الانفعالي

مسفر القحطاني

في دراساتي العليا في علم النفس ومن المواد الدراسية مادة: نظريات الإرشاد والعلاج النفسي وحين تم استعراض كل أنواع العلاجات النفسية المعروفة من تحليلية وسلوكية و وجودية ومعرفية سلوكية وعقلانية إنفعالية.
واجهتني صعوبة في التفريق بين العلاج المعرفي السلوكي والعلاج العقلاني الانفعالي السلوكي حينها وجهت سؤالي لأستاذ المادة فوجهني إلى ضرورة القرأة في كلا العلاجين وبالتالي سألمس الفرق بينهما.. ولكن هيهات فلقد زادتني تلك القراءات حيرة لدرجة كدت أن أيقين أن كلاهما واحد ففي كلا العلاجين يتحدث رواده وكل من كتب عنهما عن (الفكر ـ المشاعر ـ السلوك) كذلك كلاهما يعزي الاضطراب العصابي إلى وجود خطأ في التفكير وسيطرة الأفكار التلقائية… وتركز العلاج في دحض الأفكار الخاطئة بالا قناع واستبدالها بأفكار أكثر عقلانية وبالتالي تبني فلسفة حياتية أكثر عقلانية.. لقد زالت حيرتي ورضيت بما قرأته في كتاب للدكتور / أحمد عبدالخالق ، أسس علم النفس، 1996, صفحة 578 وتحديداً: “وقد سمي العلاج العقلي الانفعالي بالعلاج النفسي المعرفيCognitive Psychotherapy لأن هدفه المركزي هو تعديل المعتقدات أو المعرفة وأنماط التفكير سيئة التكيف, ومع ذلك فقد رغب (ألس) في أن يستبدل مرضاه بالسلوك الانهزامي السلوك الشخصي المتبادل والعادات الشخصية الفعالة. وكثيراً ما يعطي لمرضاه بعض المهام التي يمكن إجراؤها في المنزل, كأن يسأل العميل أحداً عن تاريخ معين، أو يختلف مع قريب مستبد. وبهذا المعنى يمكن اعتبار العلاج العقلي الانفعالي علاجاً معرفياً سلوكياً “.
ولفترة طولية ضليتُ مقتنعاً بأنه لا فرق وأن وجد فهو فرق لايكاد يكون واضحاً .. وأحياناً تأتيني فكرة أن العلاج المعرفي السلوكي ما هو إلا امتداداً للعلاج العقلاني الانفعالي. أكتب هذه الأسطر بعد أن قرأت مقالاً للدكتور / أحمد الهادي وهو يفند بمهارة أوجه الاختلاف والفرق بين كلا العلاجين.
فتحياتي لشخصه الكريم. وبقي سؤال ترى من أوقعنا في هذه الحيرة ؟ هل هي ندرة المراجع في كلا العلاجين قياساً بغيرها من العلاجات النفسية الأخرى. أم أن القضية ليست مهمة لهذا الحد فالعلاجات متداخلة ويكفي أن المعالج له أن يستخدم أكثر من علاج وأكثر من فنية وتقنية ومع الحالة الواحدة؟ سؤال يظهر بحجم المدى وأرجو أن لا أكون مبالغاً إلى هذا الحد .. ولكنها حيرة الباحث. فعذراً أخوتي.